دبي
23 Nov, Saturday
32°C

رياض سلامه.. أوقف المصارف الفالتة من عقالها

مع اقتراب نهاية السنة تجهد المصارف لاستقطاب الودائع، ولو بتكلفة عالية، حفاظا على مراكزها المتقدمة بين البنوك في لبنان.

وذكر ان فائدة الـ 15 بالمئة التي عرضها احد البنوك الثلاثة الكبرى للمرة الاولى قبل عدة اشهر للأموال التي تحوّل من الدولار الى الليرة اللبنانية وتودع لديه لخمس سنوات وجدت مؤخرا من يقفز فوقها حيث يعرض بنك آخر من الثلاثة الكبار فائدة 17 بالمئة للاموال المودعة لديه بالشروط عينها.

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اعلن غير مرة ان المصارف تملك حرية كاملة في مجال تحديد الفوائد وهو يرحّب بتحويل الدولارات الى الليرة اللبنانية لان ذلك يعزز الطلب على الليرة اللبنانية وهذا صحيح، الا ان الفائدة الدائنة المرتفعة لا يمكن للمصارف ان تتحمّلها اذا لم تقابلها فائدة مدينة تحتوي الفائدة الدائنة وتضمن للبنك هامشا اضافيا لا يقل عن خمس نقاط.

من هنا، تولّدت من الارتفاع المفاجئ للفائدة الدائنة فائدة مدينة، لم يعرفها لبنان منذ عقدين من السنين وتراوح بين 12 و15 بالمئة، والى الفائدة المدينة العالية يطلب المصرف من المدين تسجيل رهونات لمصلحته ضمانا للقروض التي يوافق على منحها للتاجر او الصناعي وحتى لطالبي القروض الشخصية. والنتيجة المحتومة لذلك كانت انكماش الحركة الاقتصادية واضطرار تجار وصناعيين الى صرف العاملين لديهم من العمل ما دفع بنسبة البطالة صعودا وزاد الاحباط في نفوس الشابات والشبان اللبنانيين، وهم كانوا قبل ذلك يشكون من عدم توافر فرص العمل ومزاحمة النازحين السوريين والفلسطينيين لهم في سائر قطاعات العمل.

نذكر هنا ان عدد الشابات والشبان الذين يتخرّجون من الجامعات سنويا يبلغ 35 الفا ولا يقابل ذلك من فرص العمل الشاغرة سوى 5 آلاف. وما تبقى يأخذ طريق الهجرة او يعيش عالة على أهله وذويه بانتظار الفرج.

الحاكم رياض سلامة اعطى لبنان ما لم يعطه اي مسؤول آخر خلال الـ 15 سنة الماضية، والاجيال الصاعدة والتجار والصناعيون والمزارعون يرون فيه المسؤول الذي يمكن الركون اليه ليس فقط في الحفاظ على سعر الليرة اللبنانية بل وفي تحريك القطاعات الناشئة أو المشلولة، فهل يرتضي ان ترتفع الفائدة المدينة الى المستوى الذي بلغته والتي تتسبّب بشلّ الحركة التجارية ووقف فتح الاعتمادات المصرفية، التي يحتاجها المستورد والتاجر والصناعي لمتابعة أعماله؟

وهل يرضيه ان تكون الليرة قوية وترتفع بالمقابل البطالة ويتكاثر عدد المهاجرين؟

ثم كيف تبرر المصارف رفع الفائدة الى هذا المستوى في الوقت الذي تقف الليرة صامدة في وجه الاحداث التي تهب على لبنان من كل صوب؟

وهل يسمح رياض سلامه للمصارف ان تجمع الاموال بفوائد مرتفعة لتوظفها في دول أخرى مثل مصر وتركيا حيث فقدت المصارف المركزية سيطرتها على عمولاتها الوطنية؟

نحن في هذه المجلة لطالما عبّرنا عن احترامنا واعتزازنا بما قدمه رياض سلامه للوطن ونتطلع اليوم اليه ليبادر الى التصدي للمزاحمة الفالتة من عقالها بين بعض المصارف في لبنان.

انشر تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *