دبي
14 May, Tuesday
42°C

جمهورية الذلّ

لبنان الذي صدّر الحرف للخارج بإمكانه اليوم أن يصدّر »الذلّ« للعالم.

»الذلّ« يُلازم يومياً حياة كل شخص يريد العيش في الجمهورية اللبنانية.

فما إن »يفتح عينيه« في الصباح غالباً تكون المياه والكهرباء »مقطوعتان«.

فهناك من يظن أنه ما زال في حلم وأنه في بلاد »الماوماو«، أما أكثرية اللبنانيين فأصبحت مدركة للأمر وقد تُذهل في حال كانت المياه أو الكهرباء متوافرتين.

وعند توجهه إلى العمل في حال لم يطرد منه بعد، عليه انتظار طابور ذلّ محطات البنزين ومافيات النفط، وفي حال تمكن من إكمال طريقه عليه مواجهة مطبات »الجور« على الطرقات التي تفوق مساحة الأرض المعبدة، فضلاً عن مكوثه لساعات طويلة في أزمة السير حيث لا نظام ولا شرطة مدربة ومهندسو طرقات يتفوقون على »الحمير«..

وعلى المواطن هنا أن يتناسى آلام رأسه أو ظهره أو… لأنه لن يتمكن من العثور على دواء تحتكره مافيات اشترت كل مسؤول في الدولة. وفي حال اضطر للإتصال لكي يبرّر أسباب تأخره قد يحاول مرات ومرات لرداءة الخطوط.

أما الأصعب هو في حال أراد شراء حاجاته الأساسية، فأولاً عليه الإنتظار لمعرفة الأموال التي تسمح له عصابة المصارف وحاكمها من سحبها من حسابه الخاص ليتصرف بها.

ولو توجه إلى الفرن عليه انتظار طابور ذلّ أصحاب الأفران واحتكارهم لوزن ربطة الخبز وسعرها بوجود أفشل وأسوأ وزير إقتصاد على الكرة الأرضية.

وقد يكون حظه سيء جداً إذا  كان عليه شراء الغاز المنزلي لأنه قد لا يعود إلى منزله في اليوم نفسه.

وعلى اللبناني المقهور خلال قيادته الإنتباه من تعرضه إلى أي حادث لأنه يواجه خطر منعه من دخول مستشفى أصحابه »ذليلون« مثل أي تاجر وسخ همه الوحيد »ما يدخل إلى جيبه« حيث لا إدارة ولا رقابة ولا مسؤولين.

وقد يستمتع في مشواره بمرور مسؤولين في سياراتهم »المفوّمة« مثل الحيوانات معهم كلاب تنبح من النوافذ على مواطنين في سياراتهم، وبالطبع سيجدون غنم يتبعونهم مهما فعلوا بهم.

نتحدى أي كان يعلمنا بوجود جمهورية يُذلّ فيها المواطن أكثر من جمهوريتنا!

انشر تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *