ان يقال علناً لوزيرة العدل لا نثق بالقضاء الى أي منقلب سائرون؟!
»العدل أساس الملك« ريتنا لا نزال نثق بهذا الشعار في وطننا.
وكم كان استغرابنا شديدا عندما زار أهالي فوج الاطفاء الذين قضوا في انفجار مرفأ بيروت وزيرة العدل ماري كلود نجم، وقولهم لها بالفم الملآن »لا نثق بالقضاء اللبناني في تولي التحقيق«.
والى هذه الحادثة قضايا عديدة لم يتعامل معها القضاء بحزم، حتى ان الكثيرين باتوا يتطاولون على القضاة وكأنهم نكرة ويتهمونهم بصفات مذلّة من دون ان نشهد من يدافع عنهم، حتى ان قرارات بعض القضاة الجريئين يتم تجاهلها وتسخيفها من قبل رجل دين او مسؤول سياسي، خصوصا في دفاعهم عن سارق أو مجرم مستزلم لهما، وبذلك فقدنا الأمل بإيقاف فاسد واحد ومحاسبته.
والأنكى من ذلك ان بعض القضاة يتخذون قرارات معكوسة خوفا من المس بسمعتهم فكيف يمكن لقاض حكيم ان يوقف الرائد جوزف النداف في كارثة مرفأ بيروت وهو الذي كشف عن وجود مواد الأمونيوم الخطيرة وراسل وبلّغ قانونيا وهو الذي فتح ملفات فساد واختلاسات واحتيال وتزوير كانت عالقة منذ زمن ونعمة البراكس الذي حذّر من هذه المواد منذ العام 2014 قبل تفريغها، وكلاهما طالبا القضاء العادي والعاجل، من دون ان يلقيا تجاوبا ليبقى المجرم طليقا، والقضاة الذي تم تبليغهم »يسرحون ويمرحون«، وهما موقوفان.
بات اي مواطن لا يؤمن بالقضاء خاصة وان اي قضية يحكم بها تنتظر بين 10 الى 50 سنة فتجيّر للأولاد والاحفاد، وبرغم ذلك لا ينالون حقهم حتى لا نقول انهم مرات يعكسون الاحكام القضائية.
نسأل القضاء ونحن كنا وما زلنا اول الداعمين للقضاة الشرفاء في هذه المجلة، لماذا لا يتحرك عندما يتم توظيف 5 آلاف شخص بعد اقرار سلسلة الرتب والرواتب وعندما يبلغ ان هناك مواد فاسدة او مغشوشة او او …
نحن اليوم في حضيض الهاوية ولا أمل بأي مستثمر يطرق أبواب لبنان ولا بعودة الحياة الى طبيعتها. فيا أيها القضاة المعينون من قبل كبار المسؤولين وقبل ان تتقاعدوا، راجعوا ضميركم ومارسوا واجباتكم لتستحقوا لقبكم ولا يطويكم النسيان وتبقى سمة السوء تلاحقكم.
كونوا مثالا لأبناء هذا الوطن المعذّب ولو لمرة واحدة!
انشر تعليق