مصرف السلام الجزائر: شراكة واعدة ونموذج ريادي في التمويل التمكيني
وسط زخم التحولات الاقتصادية التي تشهدها الجزائر، شكّلت استضافة اجتماعات البنك الإسلامي للتنمية في الجزائر خلال شهر ماي 2025، محطة محورية لتكريس توجه البلاد نحو شراكات تنموية فعالة. وفي صلب هذا الحدث الدولي المرموق، تألق مصرف السلام الجزائر كفاعل مالي استراتيجي، مجسداً التزامه العميق بمفاهيم التمويل الإسلامي المستدام، ودوره الرائد في دعم الابتكار المالي والتمكين الاقتصادي.
حضور فاعل يتجاوز التمثيل التقليدي
مشاركة مصرف السلام الجزائر لم تكن مجرد حضور بروتوكولي، بل عبّرت عن رؤية استراتيجية تستند إلى ممارسات عملية وتجارب ميدانية أثبتت فعاليتها. ضمن فضاءات النقاش، والجلسات التفاعلية، والنقاشات الثنائية على هامش الاجتماعات، شكّل المصرف نموذجاً ملموساً لتكامل الرؤية التنموية مع أدوات التمويل الإسلامي.
تُوجت هذه المشاركة بحضور جماهيري لافت لجناح المصرف، حيث تم تسليط الضوء على أبرز برامجه الموجهة للفئات ذات الإمكانات المحدودة، وخاصة منتج »حرفتي«، الذي أصبح أحد أهم رموز الشراكة الناجحة بين المصرف والبنك الإسلامي للتنمية (IsDB).
»حرفتي«: من فكرة مبتكرة إلى أداة للتغيير المجتمعي
من أبرز ما ميز مساهمة مصرف السلام الجزائر في الحدث، تقديمه لتجربة »حرفتي«، المنتج التمويلي الذي أُطلق بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية، وُجه خصيصاً لدعم أصحاب المشاريع المتناهية الصغر، والحرفيين، والمبادرات الذاتية في المناطق المهمّشة.
يمثل »حرفتي« أكثر من مجرد تمويل؛ إنه فلسفة اقتصادية واجتماعية تُجسد القناعة بأن التمكين يبدأ من منح الأفراد الوسائل الفعلية لتحقيق اكتفائهم الذاتي. وقد سمح هذا البرنامج لمئات المستفيدين بتحويل أفكارهم البسيطة إلى مشاريع مدرّة للدخل، عبر تمويلات ميسرة متوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية، مستفيدة من أدوات مثل المرابحة والإجارة.
شراكة استراتيجية طويلة المدى
العلاقة بين مصرف السلام الجزائر والبنك الإسلامي للتنمية تتجاوز الدعم المالي الظرفي، نحو رؤية بعيدة المدى قوامها الثقة المتبادلة وتوحيد الجهود لخدمة الفئات الهشّة وتعزيز الشمول المالي. لقد شكّلت التجربة المشتركة في »حرفتي« نموذجاً يُحتذى به إقليمياً في كيفية تحويل أدوات التمويل الإسلامي إلى محركات واقعية للتنمية الاجتماعية.
التزام متجدد بالتنمية المحلية
يُجسد انخراط مصرف السلام الجزائر في هذا الحدث الدولي التزاماً عملياً بتعزيز مكانته كفاعل أساسي في التنمية المحلية. فعبر مشاركته الديناميكية وعرضه لتجربة ناجحة ذات بعد اجتماعي واقتصادي، أثبت المصرف أنه ليس فقط مؤسسة مالية، بل شريك تنموي يحمل رسالة واضحة: »التمويل المسؤول يصنع الفرق حين يكون في خدمة الإنسان«.
وإذ يتطلع المصرف إلى تعميم نموذج »حرفتي« على مستوى التراب الوطني، فإنه يواكب في الوقت ذاته التحولات التنظيمية والتكنولوجية لرفع جاهزيته للمساهمة في تنمية أكثر عدلاً واستدامة، من خلال منتجات مالية مرنة، وخدمات استشارية، وشراكات مؤثرة.
لقد مثّلت اجتماعات البنك الإسلامي للتنمية لهذا العام منصة عالمية أظهرت للعالم الإمكانيات الكبيرة للجزائر، وبرز فيها مصرف السلام الجزائر كصوت مصرفي وازن يعبّر عن نموذج متفرد في العمل المصرفي الإسلامي.
وبينما تنفتح الجزائر على آفاق تنموية جديدة، تؤكد تجربة مصرف السلام أن بناء اقتصاد قوي لا يمر فقط عبر الأرقام والمؤشرات، بل عبر الإنسان الذي يُمنح الأدوات، والفرصة، والدعم ليحقق إمكاناته
انشر تعليق