دبي
30 Jun, Sunday
34°C

لا حلّ لأزمة النفايات إلا بمعامل لامركزية للتفكيك الحراري أو استخراج الفيول

مطمر ثالث يعمل ويتوسع في الليطاني

الفرز في المصدر يستوجب تعيين شرطي امام منازل 4 ملايين لبناني ومليوني نازح، كما يستوجب توزيع اكياس ملونة مجانا على المنازل والمخيمات. الفرز في المصدر فشل في اوروبا ولذلك بنوا معامل التفكيك الحراري او استخراج الفيول وهناك يفرزون المواد الصالحة لاعادة التدوير والاستعمال.

من جهة اخرى تبين ان لبنان لا يطمر النفايات على ضفاف البحر في برج حمود وكوستا برافا المطار فقط بل هناك مطمر ثالث اقيم على ضفاف نهر الليطاني كما تظهر هذه الصور. هذه الجرائم البيئية ترتكب بسبب رفض بعض مدعي الخبرة بناء معامل لتحويل النفايات الى طاقة وتنفيعا لمشغلي المطامر فحسب.

مكب النفايات العائد لبلدة حوش الحريمة اقامته البلدية على ضفاف نهر الليطاني مباشرة رغم ان القانون رقم 63 رصد ابتداء من العام 2017 مبلغ 25 مليار ليرة لصالح وزارة البيئة لمعالجة مكبات النفايات الصلبة الي تلوث النهر… لا يزال المكب يعمل ويتوسع.

النائبة بولا يعقوبيان وجمعيات أهلية ضد معامل التفكيك الحراري

نذكر ان نائبة بيروت الأولى بولا يعقوبيان وعدداً من الخبراء البيئيين يعارضون بناء معامل للتفكيك الحراري أو WTE أو لاستخراج الفيول من النفايات العضوية RDF ويصرون على الفرز من المصدر. وتبين الوقائع ان الفرز غير ممكن في لبنان لاسباب عديدة أهمها:

– ان لبنان الذي يستضيف 1,5 مليون نازح سوري ونصف مليون نازح فلسطيني، غير مؤهل لاستعمال الفرز من المصدر.

فهذا النوع من الفرز يحتاج أكياس وأوعية خاصة لا تتوافر لـ 6 ملايين من سكان لبنان وليس لهؤلاء القدرة المالية على شرائها. أضف الى ذلك، ان ثقافة الفرز غير موجودة في لبنان أساساً، وهي تحتاج لنشر ثقافة جديدة في صفوف الأجيال الجديدة. ثم ان استعمال معامل التفكيك الحراري أو استخراج الفيول من النفايات يعني ان تعمل البلديات واتحاداتها على إنشاء تلك المعامل وعلى استقدام النفايات كما هي من المنازل والمخيمات ليصار الى فرزها هناك لتفكيكها لاستخراج الفيول منها.

بلدية بيروت

وكانت بلدية بيروت قد خصصت الأموال لبناء معمل للتفكيك الحراري في منطقة الكرنتينا. وهذا ما أثار غضب أهالي الكرنتينا والمناطق المجاورة الذين طالبوا بأن تكون هناك لامركزية، بحيث تنشأ معامل وفي مناطق مختلفة، تجنباً لتفاقم أوضاع السير وانتشار الأمراض في المنطقة ذلك ان حصر تفكيك النفايات في معمل واحد يعني ان ألوف الشاحنات سوف تنتقل يومياً وليلاً نهاراً حاملة نفايات العاصمة والضاحية وهي تقدّر بـ 2500 طن يومياً.

المستفيد الوحيد مقاولو المطامر

والى ان يتوصل الوزير الجديد فادي جريصاتي لحل نهائي لهذه المشكلة المستعصية والتي لم تفلح الحكومات الماضية في حلها على امتداد 30 سنة، فإن المستفيد الوحيد من العرقلة وعدم إيجاد الحل النهائي هم مقاولو المطامر الذين يتقاضون ملايين الدولارات سنوياً ليطمروا النفايات على ضفاف برج حمود وكوستا برافا وحوش الحريمة زحلة.

 

 

انشر تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *