خطر وجودي يتهدد بلاد الأرز!؟
43764 شخصا تركوا البلاد نهائيا بعد انفجار 4 آب والهجرة المقابلة تنبئ بتحولات ديموغرافية متسارعة ستؤدي الى تغيير وجه لبنان
توقعات كثيرة تشير الى ان لبنان سيكون أمام موجات جديدة ومكثفة من الهجرة، نتيجة تسارع وتيرة الانهيار المالي وفي ظل غياب الاستقرار السياسي والقلق الأمني، خصوصا بعد كارثة مرفأ بيروت، فبحسب احصاءات الدولية للمعلومات، 43764 هو عدد المسافرين من لبنان بشكل نهائي خلال فترة لا تتعدى الـ 12 يوما بعد الانفجار الكارثي.
وخلافا للفترة التي سبقت 4 آب، تشير الاحصاءات الى ان عدد اللبنانيين الذين هاجروا عام 2019 وصل الى 61924 مقارنة مع 41766 خلال الفترة نفسها من 2018، اي بزيادة نسبتها 42 في المئة. الا انه ومع بداية 2020 وحتى نهاية آب الماضي، تزايدت حركة المغادرين ولوحظ تسارع وتيرة هجرة الشباب الذين سارعوا الى تقديم طلبات الهجرة، لا سيما العائلات المتضررة من انفجار المرفأ التي تسعى لبيع ممتلكاتها ومغادرة لبنان بسبب الدمار الواسع في مناطق بيروت.
ويتبين بحسب تقديرات البنك الدولي حتى منتصف العام الجاري، أن نسبة الفقر في لبنان بلغت 52 في المئة، وارتفع خط الفقر من 28 في المئة عام 2019 الى 55 في المئة حتى أيار 2020 ومن المتوقع ان تصل الى 70 في المئة بعد الانفجار (أرقام الإسكوا).
وفي مقابل استنزاف الموارد البشرية وهجرة الشباب، يشهد لبنان منذ الاستقلال تدفقات ضخمة من الهجرة المقابلة التي تضم العمال الوافدين من العرب والأجانب واللاجئين، ويتبين ان التحولات الديموغرافية المتسارعة ستؤدي الى تغيير وجه لبنان خلال سنوات قليلة.
فمن جهة يتناقص عدد اللبنانيين ومن جهة أخرى أصبح لبنان خزانا للمهاجرين غير الشرعيين واللاجئين. وإذا استمر المجتمع الدولي في تقاعسه، وهو يعمل لحماية هذا الخزان البشري من الانفجار، وفشل اللبنانيون في حماية بلدهم، فإن لبنان اليوم أمام خطر وجودي قد يكون ثمنه باهظاً جداً.
انشر تعليق