دبي
27 Nov, Wednesday
19°C

بعد سيجنا  CIGNA إِتنا AETNA الاميركية في ديارنا

عمالقة التأمين الصحي الاميركيون دخلوا دول الخليج العربي بقوة

يتطلعون الى الفوز بصفقة مشابهة لتلك التي عقدتها امارة ابو ظبي مع ميونيخ ري MUNICH RE

دول مجلس التعاون الخليجي (GCC) اختارت ان توكل مهمة توفير الرعاية الصحية لشركة خاصة بدلا من توريط وزارات الصحة فيها في الصعوبات التي تواجهها معظم وزارات الصحة في العالم جراء تردّي خدماتها. وبدا ذلك جليا عندما قررت امارة ابو ظبي تأسيس شركة الضمان الصحي (DAMAN) وتلزيم ادارتها لشركة ميونيخ ري MUNICH RE كبرى شركات اعادة التأمين في العالم على ان تأخذ امارة ابو ظبي العجز الذي يمكن ان تقع فيه شركة ضمان DAMAN اضافة الى بدل الاتعاب والنفقات التي »تفوترها« عليها ميونيخ ري MUNICH RE. وقد اقتدت امارة دبي وغيرها من الامارات بالخطوة التي اتخذتها إمارة ابو ظبي كليا او جزئيا. اما في المملكة العربية السعودية فقد صدرت مراسيم ملكية بجعل التأمين الصحي الزاميا في قطاعات الاعمال حيث أجبر اصحاب العمل على ابرام عقد تأمين جماعي GROUP INSURANCE POLICES يغطي العاملين لديهم وأسرهم ضد الامراض ويوفر لهم الرعاية الصحية في الحالات الطارئة.

الا ان السعوديين غير العاملين لدى المؤسسات لا يزالون في عهدة وزارة الصحة، وهذه الاخيرة تجهد لتوفير الرعاية الصحية لهم على نفقتها مستعينة بشركات تأمين لاستقبال المرضى ودرس ملفاتهم الصحية واعطائهم اذن الدخول الى  المستشفى ومراقبة الفاتورة الاستشفائية.

شركات الصحة العالمية تهتم بما يجري في دول الخليج

هذه التطورات جعلت من دول مجلس التعاون الخليجي، منطقة زاخرة بامكانيات النمو POTENTIAL وهذا ما دفع كبرى شركات التأمين العالمية المتخصصة بالرعاية الصحية تتراكض لاخذ مكان لها في المنطقة وهدفها الرئيسي هو ان تحظى بعقد يشابه ذلك الذي عقدته امارة ابو ظبي مع شركة ميونيخ ري MUNICH RE.

من هنا، اقدمت شركة زوريخ السويسرية ZURICH على الاستحواذ على شركة الضمان اللبنانية CIE LIBANAISE D’ASSURANCE قبل خمس سنوات بمبلغ قدّر في حينه بـ 40 مليون دولار اميركي علما بأن الشركة كانت في حينه في اسوأ ايامها، ونتائجها تتراجع على الصعد كافة، الا ان الامر الذي تشفّع فيها هو انها تحمل ترخيصا بالعمل في الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والكويت. وسرعان ما خاب امل شركة زوريخ ZURICH حيث تبين لها ان المسؤوليات العالقة في ذمة »اللبنانية« في الخليج ضخمة جدا، ما أغرق زوريخ في موقع لا تحسد عليه.

اضف الى ذلك ان زوريخ كانت اتخذت قرارا استراتيجيا يقضي بخروجها من اسواق المنطقة العربية MENA نهائيا ونظرا لعدم جدواها اقتصاديا.

سيجنا CIGNA تحل مكان زوريخ ZURICH

وقد وجدت زوريخ ZURICH لدى شركة سيجنا الاميركية CIGNA والمتخصصة بالرعاية الصحية استعدادا للاستحواذ على 100 بالمئة من اسهم اللبنانية (التي اصبح اسمها زوريخ الشرق الاوسط) ZURICH MIDDLE EAST وانجزت صفقة حلّت بموجبها سيجنا CIGNA مكان زوريخ ZURICH على ان تستمر زوريخ بتحمل المسؤوليات العالقة في ذمة »اللبنانية«.

سيجنا الشرق الاوسط

وبتلك الصفقة جرى تعديل اسم شركة زوريخ الشرق الاوسط لتصبح شركة سيجنا الشرق الاوسط ش.م.ل. CIGNA MIDDLE EAST SAL التي اتخذت من بيروت مركزا رئيسيا عملا بالقانون اللبناني الا ان عملياتها تبقى متركزة في منطقة الخليج العربي.

وفي مفاجأة جديدة اعلن ان شركة التأمين الاردنية .JORDAN INSURANCE CO الاكثر عراقة وشهـــرة فـــي الاردن الشقيق تلقت عرضـــا مغريـــا مـــن شركـــة إِتنا AETNA الاميركية للاستحواذ على 100 بالمئة من اسهمها ووافقت عليه.

وتبين بوضوح ان العرض الذي من اجله استحوذت الشركة الاميركية على »الاردنية« هو كون هذه الاخيرة تحمل ترخيصا بمزاولة العمل في الامارات العربية المتحدة ودول عربية اخرى.

وهكذا يتبين ان عمالقة التأمين الصحي في اميركا دخلوا بقوة على اسواق الخليج حيث يعتقدون ان التأمين الصحي باق بين أيدي شركات التأمين المتخصصة وذات القدرات اللوجستية المتقدمة.

 

انشر تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *