دبي
28 Sep, Saturday
33°C

مستشفيات أميركية تعيد النظر بالدروس المستفادة من دمار الأعاصير

قام أحد المستشفيات ومقره تكساسعندما بدأ إعصار مايكل يضرب سواحل فلوريدا،  بإعادة النظر في في الدروس المستفادة من الدمار الذي خلفه إعصار هارفي العام الماضي، والتي أظهرت أنه حتى أفضل الخطط التي قد توضع لإدارة المخاطر لا يمكن أن تكون قادرة على التحكم في كل الكوارث التي قد تطرأ.

وأشارت شارلوت سبنس كونيغ Charlotte Spence Koenig، مديرة نظام إدارة مخاطر المؤسسات في هيوستن، خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأميركيــــــة لإدارة مخاطـــــر الرعايـــــة الصحيـــــة الـــــذي يعقد في ناشفيل أن  Memorial Hermann Health System تضم 15 مستشفى للرعاية الدقيقة، وأكثر من 26 ألف موظف، ويزور قسم الطوارئ فيها أكثر من 564 ألف شخص سنوياً في جنوب تكساس، لافتة إلى أنه لم يكن لديهم أي فكرة عما كانوا يواجهونه لأنهم يعيشون في هيوستن ويتعرضون دائماً إلى أعاصير، وبالتالي كانت المسألة طبيعية بالنسبة إليهم، إلا أن إعصار هارفي لم يكن عادياً. »كانت المياه قادمة من كل اتجاه  ولم نكن معتادين على هذا الأمر«.

ووفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA، إن »هارفي« تسبب بهطول كمية كبيرة من الأمطار بلغ مجموعها 48,20 بوصة – وبالتالي تعد أعلى كمية هطول لأمطار في عاصفة واحدة من أي مكان في الولايات المتحدة.

وقد اتخذ المستشفى احتياطات مثل تخزين الإمدادات وبدأ بإرسال المرضى الذين لم يكونوا بحاجة إلى رعاية عاجلة الى منازلهم، ولكن »لم نكن نتوقع أي شيء كارثي«، قالت آمر جونسون Amer Johnson، مخطط إدارة الطوارئ في المستشفى ، لافتة إلى أن المياه غمرت الولاية بين ليلة وضحاها الأمر الذي أعاق حركة التنقل لإسعاف الناس. وأشارت الى أن الأضرار الناجمة عن إعصار »هارفي« تسببت في بروز بعض القضايا غير العادية للمستشفى، مثل الأفراد العسكريين الذين ينقلون المرضى إلى مستشفيات مختلفة في منطقة هيوستون، »وهذا شيء لم نكن قد شهدناه من قبل. لم يكونوا ملمّين بالبنية التحتية لنظام المستشفى لذلك كانت تجربة مهمة بالنسبة إلينا تعلّمنا منها الكثير«، مضيفة أنهم وصلوا إلى مرحلة لم يعد لديهم أماكن شاغرة في المشرحة لوضع جثث الضحايا الأمر الذي دفعهم إلى التفكير بطرق بديلة وهذه مسألة كانت تحصل للمرة الأولى معهم.

إلا أن أحد أكبر تحديات إدارة المخاطر بحسب قول جونسون حدث بعد أيام قليلة من العاصفة عندما احتاج نظام المستشفى إلى نقل 69 مريضاً من مستشفى  Sugar Land إلى مستشفى آخر على بعد 14,8 ميلاً  ولم يتمكنوا من فعل ذلك لأن مياه الفيضانات المرتفعة كانت قد إجتاحت طريقاً سريعاً قريباً من المستشفى، لافتة إلى أن قرار إجلاء المستشفى كان واحدا من أصعب القرارات التي اتخذوها، وأن الأوضاع كانت ستزداد سوءاً في حال تم قطع الطريق السريع  لأن ذلك سيعيق تحركهم، وبالتالي لن يتمكنوا من الحصول على أي لوازم يحتاجونها لإسعاف الجرحى. »كانت أولويتنا القصوى، بالطبع، هي الحفاظ على بيئة آمنة. أردنا أن نؤوي في مكان ونحن لم نكن في منطقة إخلاء إلزامية ولكن نظرا للخطر شعرنا أنه كان أفضل ما نقوم به لحماية مرضانا وموظفينا. كانت مياه الفيضانات مصدر قلق رئيسياً«.

من هنا، يتعين على مديري المخاطر في المستشفيات أن يكونوا على وعي بالقضايا الحرجة مثل وجود ما يكفي من طعام وماء للمرضى والموظفين، وأن يكون لديهم عدد كافٍ من الأسرّة للموظفين للنوم وأن تتوافر الأدوية ليس فقط للمرضى، ولكن للموظفين أيضاً الذين يعانون أمراضاً مثل السكري والاكتئاب. كما لا بدّ من إلتقاط صور لكل ما تعرض لأضرار وإرفاقها مع مطالبات التأمين المحتملة ووكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية الأميركية.

 

 

انشر تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *