دبي
24 Jun, Monday
40°C

مسؤولو البنوك المركزية يتدخلون في السياسة

كانت سابينه ماودرر، عضوة مجلس إدارة البنك المركزي لألمانيا الاتحادية “دويتشه بوندسبنك”، تتحرك من جانب إلى آخر بخطوات مضطربة وهي في انتظار إلقاء الكلمة.

ومن فوق المنصة، كانت ترى جموع المتظاهرين المناهضين للفاشية وهم يملأون الساحة المركزية في فرانكفورت، وتسمع الهتافات التي ترددت أصداؤها في مختلف أنحاء ألمانيا رداً على صعود حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) اليميني المتطرف. وعلى الرغم من انتشار هذه المظاهرات التي أصبحت شائعة هذا العام بعد ارتفاع مستوى تأييد الحزب، يظل تحدث مسؤولة في البنك المركزي أمراً غير معتادٍ ومحفوفاً بالمخاطر.

تعتبر البنوك المركزية استقلالها مبدأً مقدساً. ويقول البنك المركزي الأوروبي إنه لا يستطيع أن يستهدف معدل التضخم استهدافاً ناجحاً بدون ذلك الاستقلال. غير أن صناع السياسة النقدية بدأوا في اختبار ذلك الاستقلال وهم يتعاملون مع تهديدات الشعبويين في عام حافل بالانتخابات حول العالم.

انضمت ماودرر (53 سنة)إلى الـ”بوندسبنك” بعد تدرجها في وظائف تتعلق بإدارة المخاطر والامتثال. وأوشكت على الدخول في سجال من أكثر السجالات السياسية إثارة للجدل والخلافات التي تواجهها ألمانيا منذ سنوات. وقالت أمام الحشود التي تجمهرت في فرانكفورت: “إن الجماعات المعادية للديمقراطية تعمل على تقسيم مجتمعنا، وتلحق أضراراً بسمعة ألمانيا في العالم”.

صُممت لوائح الـ”بوندسبنك” مثل لوائح البنك المركزي الأوروبي لتحمي المسؤولين بالبنك المركزي من تدخل المسؤولين (السياسيين) المنتخبين ديمقراطياً، وليس العكس. لكن القاعدة التي تحرم على هؤلاء التكنوقراط الانخراط في السياسة هو بالأساس تقليد عرفي، وقد بدأ يضعف ويتلاشى.

هذا العام، يواخيم ناغل، رئيس الـ”بوندسبنك”، وإيزابيل شنيبل، عضوة المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، انخرطا في مظاهرات مشابهة لتلك التي شهدت مشاركة ماودرر. كما أن المسؤولة الأولى عن السياسة النقدية في أوروبا كريستين لاغارد لم تتردد في الحديث بوضوح عن مواضيع تجنبها زملاؤها الأكثر تحفظاً، حيث انتقدت باستمرار التهديد الذي يمكن أن يمثله فوز دونالد ترمب مجدداً بالرئاسة لاستقرار أوروبا.

انشر تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *