»كورونا« ينتقل ليضرب قناة السويس!
بعد التداعيات الكبيرة التي انزلها الفيروس »كورونا« بقطاع النقل البحري وخطوط الملاحة البحرية العالمية، انتقل ليضرب قناة السويس التي تعتبر احد اهم الممرات المائية في العالم اذ انها تمثل اقصر طريق يربط بين الشرق والغرب والبحر الاحمر بالحبر المتوسط. فقد بدأت خطوط بحرية عالمية بعد الركود الكبير الذي تعاني منه التجارة البحرية العالمية، بالاستغناء عن مرور سفنها العملاقة من قناة السويس خلال ابحارها من آسيا الى اوروبا وبالعكس واستبدالها بالابحار في معبر رأس رجاء الصالح.
فسفينة الحاويات العملاقة “CMACGM ALEXANDER VON HUMBOLT” التابعة لمجموعة الملاحة الفرنسية CMACGM عادت من اوروبا الى آسيا عبر معبر رجاء الصالح بدلا من المرور كعادتها في قناة السويس كما ان باخرتها CMACGM CHILE التي انطلقت من آسيا الى اوروبا أبحرت عبر معبر رجاء الصالح ايضا بدلا من قناة السويس.
والمعلوم ان عدم إبحار السفن العملاقة في قناة السويس سيوفر على خطوط الملاحة تسديد رسوم عبور في القناة تفوق الـ 500 الف دولار عن كل سفينة كما ان الانخفاض غير مسبوق بأسعار النفط شجع شركات الملاحة على تفضيل ابحار سفنها عبر معبر رأس رجاء الصالح بالرغم من استخدامه يتطلب عبوره اكثر من 7 ايام اضافية من المرور في قناة السويس.
وتجدر الاشارة الى ان استمرار اعلان حالات الطوارئ المعمول بها في الدول الاوروبية واغلاق المصانع ابوابها وتوقف عجلة الانتاج فيها بسبب الفيروس »كورونا« سيدفع خطوط بحرية اخرى على اتخاذ مثل هذا القرار خصوصا ان بعض بواخرها ما يزال يبحر بأقل من 50% من حمولاته.
ولا بد من الاشارة الى ان هيئة قناة السويس لم تقف مكتوفة الأيدي لمعالجة هذا الامر الذي سيؤثر سلبا على ايرادات القناة في حال انتقال عدوى اعتماده الى خطوط بحرية اخرى، فقد سارعت الى خفض رسوم المرور في القناة لتشجيع هذه الخطوط للاستمرار في استخدامها.
انشر تعليق