دبي
22 Dec, Sunday
22°C

صناعة النقل تواجه مخاطر متزايدة بسبب تغير المناخ

تقرير لـ »أليانز«: تعطل وتلف الآلات العامل الرئيسي لحوادث الشحن

تواجه صناعة النقل على الرغم من الانخفاض القياسي في خسائر الشحن في عام 2018 إلى أدنى مستوى في هذا القرن، مخاطر متزايدة بسبب تغير المناخ ومجموعة من القضايا البيئية، وفقًا لتقرير صادر عن  Allianz Global  Corporate & Specialty.

وأشار Andrew Kinsey، كبير مستشاري المخاطر في نيويورك، أن الفيضانات التاريخية الحالية في الغرب الأوسط بعد هطول الأمطار الغزيرة وذوبان الجليد، ومستويات المياه المرتفعة على طول نهر المسيسيبي، والبنية التحتية تظهر »الطبيعة المعقدة والمتشابكة لهذه المخاطر«. »لم نواجه أبداً موقفاً مماثلاً حيث كان نهر المسيسيبي على هذا المستوى العالي في بداية موسم الأعاصير. بدلاً من أن يكون المستوى عند أربعة أقدام، أصبح الآن أكثر من 16 قدماً«. ولفت إلى أن شركات الشحن بدأت أيضاً في تطبيق أنواع أقل من الكبريت للامتثال للوائح الانبعاثات الجديدة لعام 2020، مما يعني أن السفن تواجه مشكلات في المناورة في هذه الظروف لأن محركاتها لا تعمل بكفاءة مع الوقود الأخف وزناً، على الرغم من أن هذه اللوائح تهدف إلى مساعدة البيئة، إلا أن الظروف الحالية تجعلها »تؤثر سلباً على ملف المخاطر الخاص بنا على هذه العمليات«.

في تقريرها الخاص بالسلامة والشحن لعام 2019، قالت أليانز أن تغيّر أنماط الطقس أدى إلى غرق السفن والاصطدامات في الولايات المتحدة وتعطل سلسلة التوريد في أوروبا، في حين أن المناخ المتغير يفتح طرق شحن جديدة في المناطق التي يصعب الوصول إليها مثل القطب الشمالي، مما يجعل عمليات الإنقاذ أكثر صعوبة. ولفتت أليانز إلى أن شركات التأمين تشعر بالقلق أيضًا من احتمال حدوث زيادة في مطالبات تعطل الآلات بعد إدخال أنواع الوقود منخفضة الكبريت إذا لم تتم إدارة عملية النقل بشكل جيد.

ومن بين المخاوف الأخرى التي يواجهها قطاع النقل البحري، المخاطر السياسية المتزايدة على أمن السفن، والقضايا المستمرة مع سفن الحاويات الكبيرة والحرائق وعدم وجود تحسن في حوادث الشحن الشاملة.

الصين واندونيسيا الاكثر خطراً

وقال التقرير أن عدد خسائر الشحن الإجمالية انخفض بأكثر من 50 في المئة إلى 46 في المئة عام 2018، من 98 في عام 2017، بسبب انخفاض نشاط الأعاصير، وتحسين تجربة الخسارة في النقاط الساخنة في جميع أنحاء العالم. وأشارت »اليانز« الى أن جنوب الصين والهند الصينية وإندونيسيا والفلبين لا تزال تعد المنطقة الأولى في مجموع الخسائر.

ومنذ عام 2009، انخفضت خسائر الشحن بنسبة 65 في المئة مدفوعة بتحسين تصميم السفن والتكنولوجيا، وتشديد التنظيم والتقدم في إدارة المخاطر والسلامة، حسبما ذكر التقرير. ومع ذلك، كان هناك 2698 ضحية أو حادث شحن في عام 2018.

وأوضحت »أليانز« في التقرير إن تعطل وتلف الآلات هو العامل الرئيسي لحوادث الشحن على مستوى العالم، حيث يمثل 40 في المئة، مع زيادة مثل هذه الحوادث بمقدار الثلث على مدى العقد الماضي وتسببها في خسائر بقيمة مليار دولار على مدى خمس سنوات، مؤكدة أن هناك عدداً متزايد من الشركات المصنعة للمحركات تقوم الآن بتثبيت أجهزة أنترنت الأشياء Internet of Things لجمع بيانات في الوقت الفعلي، والتي يمكن استخدامها لإصدار توصيات للسفن وتنفيذ الصيانة، مما قد يجنّب حدوث أعطال.

وأضافت »أليانز« أن الحرائق والانفجارات على متن السفن ما زالت تتسبب في خسائر كبيرة مع وقوع حادثة كل 60 يوماً في المتوسط. فقد زاد نشاط الحريق في عام 2018 حيث تم الإبلاغ عن 174 حادثاً، وهو اتجاه استمر حتى أوائل عام 2019، وفقًا للتقرير.

وأكد التقرير أنه يُعتقد أن البضائع التي تم الإعلان عنها بشكل غير صحيح، بما في ذلك التعبئة غير الصحيحة للعبوات، هي السبب الرئيسي لعدد من الحرائق وهي مشكلة تتفاقم بسبب السفن الأكبر حجمًا، مما يجعل من الصعب اكتشاف المشكلات وتحديد موقعها ومكافحتها.

وأوضح التقرير أن الابتكار والتكنولوجيا ليسا حلاً سحرياً إذا لم تتم معالجة السبب الجذري للحوادث والخسائر.

لا يزال الخطأ البشري يمثل قضية أمان رئيسية وعاملاً أساسياً في العديد من المطالبات، و »حوالى 1,6 مليار دولار من خسائر التأمين البحري تنطوي على شكل من أشكال الأخطاء البشرية ، بناءً على تحليل لما يقرب من 15 ألف مطالبة بالمسؤولية«، حسبما ذكر التقرير.

 

انشر تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *