سياسات »الترقيع« لم تعد نافعة
مصارف كبرى ترفض ضخ الدولار في منصة سلامة
منذ شهر ومصرف لبنان يسرّب معلومات عن موعد لإطلاق منصة الصرافة للقطاع المصرفي، ثم يؤجل »الافتتاح« من دون توضيح الأسباب، ما يجعل من لبنان حالة فريدة في العالم مالياً. فبعدما بلغ الفارق بين سعر الصرف الرسمي وسعر السوق أكثر من 700 في المئة، وما بينهما تأتي أسعار صرف متعددة اخترعها مصرف لبنان بحجج مختلفة، لا يزال التخبط بإدارة الحاكم رياض سلامة مستمر.
أما الحقيقة فهي كالتالي: المصارف »الكبيرة« ترفض أن تضخ دولاراً واحداً في المنصة. ففي الأشهر الماضية، ضاربت المصارف في سوق الدولار، وباعت شيكات بأقل من 27 في المئة من قيمتها، لتقوم بتهريب الدولارات الى الخارج تحت ستار »الإلتزام بتأمين سيولة 3 في المئة في الحسابات لدى المصارف المراسلة في الخارج«.
ويراهن مصرف لبنان على قدرته على التدخل بيعاً للدولار وشراء لليرة »ليحافظ على توزان معين في السوق«، علماً ان البعض يقلّل من قدرته على ضبط الإيقاع بعد الآن.
التجربة اللبنانية تفيد بأن رهانات سلامة ستخيب، هذا إن نجح أصلاً في إطلاق المنصة، لأن سياسات »الترقيع«، وبكل بساطة، لم تعد تنفع من دون أن تكون الإجراءات جزءاً من الرؤية الاستراتيجية للإقتصاد الكلي.
انشر تعليق