رحلات الشحن البحري في مياه القطب الشمالي تتزايد وشركات التأمين تتخوف من قلة البيانات
مع فتح طرق بحرية جديدة نتيجة تغير المناخ، فإن القباطنة القطبيين ذوي الخبرات مرغوبون في رحلات القطب الشمالي. ولكن مع ازدياد النشاط في مياه القطب الشمالي، تواجه شركات التأمين سؤالا أساسيا: اذا حدث خطأ ما، فمن يغطي تكاليف الحادث ويعوّض الخسائر؟
حتى الآن، من غير الواضح ما اذا كان سيتم تغطية تكلفة حادث كبير بالكامل من خلال شركات التأمين، لا سيما ان الأضرار الناجمة عن تسرّب الوقود من السفينة او الاصطدام بجبل جليدي او تقطع السبل قد تصل الى مئات الملايين من الدولارات.
وأشارت هيلي هامر HELLE HOMMER، من الاتحاد الدولي للتأمين البحري (IUMI)، الى ان القطب الشمالي يعد منطقة جديدة تماما وبالتالي من دون بيانات على مر سنوات عن عدد الضحايا او الحوادث او الاصطدامات او التسرّبات النفطية، من المستحيل القيام بدراسة المخاطر. وكانت قد صرّحت اكثر من 10 شركات تأمين ووساطة أنها ما زالت تملك القليل من المعرفة بالمنطقة لحل جميع الأسئلة المتعلقة بالمسؤولية.
وفي السنوات القليلة الماضية، كانت شركات التأمين البحري عموما تدفع مقابل أضرار السفن أكثر مما جمعته كحجم أقساط، وفقا لبيانات IUMI. وتتزايد شعبية طريق البحر الشمالي على طول الساحل المتجمد الشمالي لروسيا، والدليل انه خلال السنوات الاربع الاخيرة حتى عام 2019، زاد عدد الرحلات التي استخدمت جزءا على الأقل من هذه الطريق بنسبة 58 في المئة حتى وصلت الى 2694، وفقا لدراسة أجرتها جامعة نورد النرويجية.
ومع تزايد التجارة عبر هذه الطريق، سيتعين على شركات التأمين الاستجابة لتقديم التغطية المناسبة، مع العلم انه حتى الآن، اقتصرت المشكلات التي تواجهها السفن على المعدات التي تتجمد وتتعطّل.
ومن بين 512 حادثا تم الابلاغ عنها حتى عام 2019، شكلت الاضرار او عطل الآلات ما يقرب من النصف، وفقا لتقرير الشحن والسلامة لعام 2020 الصادر عن مجموعة ALLIANZ. وشملت الحوادث الأخرى تصدعات في الهيكل وانفجارات على متن السفن وحالات غرق. وهذا يعني ان اكثرية كلفة شركة التأمين تتمثل في نقل السفينة التالفة الى الموانئ من المواقع البعيدة، وبالتالي فإن المطالبة الاجمالية قد تكلف أموالا كثيرة.
وبالنسبة الى شركات التأمين التي تفكر في تغطية طرق جليدية جديدة، عليها دائما تذكر حادثة سفينة تايتانيك المأساوية التي اصطدمت بجبل جليدي وسقطت في المياه المتجمدة في شمال المحيط الأطلسي في أبريل 1912، ونتجت عنها خسائر مدمرة تفوق خسائر الكوارث الأخيرة مثل إعصار كاترينا، بحسب سوق لويدز في لندن.
ويمكن ان تكون المخاطرة تستحق العناء حيث تستغرق الرحلة بين أوروبا وآسيا عبر القطب الشمالي حوالى 30 يوماً – على الأقل 10 ايام من مسار قناة السويس، وبالتالي يوفر ذلك على سفينة شحن تحمل خام الحديد او الحبوب حوالى 200 الف دولار او اكثر من تكاليف الوقود والطعام وأجور الطاقم ورسوم العبور. ومثل هذه المدخرات المحتملة تجذب بلا شك كبار مالكي السفن لنقل البضائع، بما في ذلك الغاز الطبيعي والنفط من روسيا وكندا والصين.
وكانت قد انشأت النرويج هذا العام فريق خبراء حول سلامة الشحن بعد عامين من جنح سفينة NORTHGUIDER ترفع العلم النرويجي أثناء صيدها في أرخبيل سفالبارد الثقيل في 28 ديسمبر 2018. لذا، عدم وجود خرائط يعني ان قاع البحر يظل لغزا الى حد كبير، ونظرا لأن الطرق تتغير كثيرا مع التغيرات في ظروف الجليد، فإن الملاحة تكون أقل أمانا. ورغم ذلك، فإن تغطية خرائط القطب الشمالي تتزايد لكن بشكل بطيء.
انشر تعليق