دبي
7 Nov, Thursday
30°C

تقييم أصولها دفع مجموعة كريدي سويس الى تجميد صناديقها التابعة

شركة الخدمات المالية البريطانية غرينسل كابيتال تقدم طلب افلاسها بعد فقدانها التغطية التأمينية لأعمال إعادة هيكلة الديون

كريدي سويس يواجه قراراً دقيقاً بشأن ما إذا كان يجب تعويض المستثمرين عن الخسائر

 

بعد أن درست شركة الخدمات المالية البريطانية، غرينسل كابيتال Greensill Capital، في أكتوبر الماضي زيادة رأسمالها بنحو 7 مليارات دولار بغية تعزيز النمو، في وقت كانت ذراعها المصرفية بنك غرينسل يواجه تدقيقاً تنظيمياً وعملاؤها يواجهون صعوبات مالية، ها هي اليوم  تتقدم بطلب إفلاس في بريطانيا مع الانهيار السريع لمجموعة من صناديق تمويل سلاسل التوريد بقيمة 10 مليارات دولار، معظمها في أوراق مالية مصدرها غرينسل.

وأظهر طلب التقدم بالإفلاس أن غرينسل لم تكن قادرة على سداد ديونها ووقعت في ضائقة مالية شديدة، وبالتالي أصبحت معسرة نقدياً، لا سيما بعدما فقدت التغطية التأمينية لأعمال إعادة هيكلة الديون Debt Repackaging، وكانت قد تقدمت بطلب لدى النقابات العمالية في المملكة المتحدة بهدف مساعدتها على سداد ديونها وتجنب الإفلاس، وحمايتها من الإجراءات القانونية من قبل الدائنين.

 

كريدي سويس يجمد عمليات تمويل صناديق غرينسل

بدأت سلسلة من الأحداث بلغت ذروتها بانهيار شركة غرينسل كابيتال حين جمدت مجموعة كريدي سويس عمليات التمويل التي تقوم بها لصالح الصناديق التابعة لغرينسل، بعد شكوك بشأن تقييم بعض الأصول. ويتواصل كريدي سويس مع شركات تدقيق خارجية للرد على استفسارات الجهات التنظيمية المتعلقة بانهيار تلك الصناديق، والتي تشارك إدارتها مع الملياردير الأسترالي السابق ليكس غرينسل LEX GREENSILL، ولتسريع عملية إعادة الأموال إلى المستثمرين بعد البدء بإجراءات تصفية غرينسل. كما أن كريدي سويس قام بسداد ما قيمته 3,05مليار دولار من المدفوعات للمستثمرين، مؤكداً أنه سيتم دفع المزيد في أقرب وقت ممكن.

ويعمل البنك السويسري على تصفية الاستثمارات الاستراتيجية المتمثلة في مجموعة من صناديق الديون قصيرة الأجل التي تقدمها غرينسل كتمويلات لسلاسل التوريد، والتي كان ينظر إليها على أنها قصة نجاح حتى ديسمبر الماضي. ويأتي تجميد كريدي سويس لعمل الصناديق بشكل نسبي وسط رفض شركة تأمين على الأوراق المالية في الصناديق توفير تغطية على الأوراق المالية الجديدة. وقد تسبب قرار البنك في تداعيات طالت جميع أنحاء العالم، الأمر الذي دفع شركة غرينسل كابيتال للبحث عن مشترٍ لعملياتها.

الملياردير غرينسل يدّعي تحذير كريدي سويس

وقال الملياردير السابق غرينسل إنه أبلغ كبار مسؤولي مجموعة كريدي سويس الصعوبات التي تواجهها في الحصول على تجديد التأمين على القروض التي حصلت عليها شركات ضمن نشاط تمويل سلسلة التوريد الذي تقوم به غرينسل كابيتال، وذلك قبل أسابيع من الانهيار المفاجئ لإمبراطوريته.

وبحسب وثائق المحكمة التي كُشف عنها مؤخراً، نقل غرينسل تحديثاً منتظماً لكريدي سويس من خلال التواصل مع المديرين التنفيذيين، بما في ذلك كبير مسؤولي المخاطر لارا وارنر، حول المشكلات التي يواجهها في العثور على غطاء تأميني جديد بعد رفض شركة بوند أند كريديت Bond & Credit الأسترالية، التابعة لشركة Tokio Marine، عدم تجديد وثائق التأمين على قروض بقيمة 4,6 مليار دولار.

وقال غرينسل: »إن البنك السويسري كان على دراية بالصعوبات التي واجهتها شركة غرينسل كابيتال في تجديد وثائق التأمين من خلال وسطاء التأمين على الديون والعواقب المحتمَلة لعدم التجديد«.

كريدي سويس ينفي معرفته المسبقة

وقال كريدي سويس في بيان إنه أُبلِغَ »في الآونة الأخيرة فقط« بشأن انقضاء فترة التأمين في قلب انهيار غرينسل، وامتنع عن التعليق على ما قاله ليكس غرينسل.

وضربت الفضيحة أرجاء كريدي سويس، إذ استبدل البنك مؤقتاً ثلاثة موظفين في وحدة إدارة الأصول المرتبطة بالصناديق.

وأثارت الفضيحة أيضاً تساؤلات جديدة حول إدارة مخاطر الشركة بعد سلسلة من الأخطاء ودور وارنر بعد أن وقّعَت على قرض بقيمة 140 مليون دولار لغرينسل في أواخر أكتوبر، متحدية بعض مديري المخاطر. وباعتبارها من كبار المديرين التنفيذيين البارزين، رُقّيَت مؤخراً تحت قيادة الرئيس التنفيذي الجديد توماس غوتشتاين إلى رئيس المجموعة للمخاطر والامتثال، وهما وظيفتان كانتا منفصلتين في السابق.

وفي الوقت الذي يواجه فيه كريدي سويس عملية تفكيك أصول غرينسل، فإنه يواجه قراراً دقيقاً بشأن ما إذا كان يجب تعويض المستثمرين عن الخسائر. وبحسب مصادر مطلعة، فإنه ليس من الواضح ما إذا كان البنك طرفاً مباشراً في التأمين على أصول غرينسل.

من جانب آخر، تحاول شركة محاماة أميركية رفع دعوى قضائية جماعية نيابة عن المستثمرين في صناديق كريدي سويس. وقالت الشركة في بيان إنها مهتمة بما إذا كان الأخير وبعض مسؤوليه و/أو مديريه قد انخرطوا في عمليات احتيال في الأوراق المالية أو غيرها من الممارسات التجارية غير القانونية.

مخاوف الداعمين الآخرين

وأعرب داعمو غرينسل مثل سوفت بنك غروب SOFT BANK وجي أيه إم GAM Holding، عن مخاوفهم بشأن الديون التي قلبت الإمبراطورية البالغة قيمتها مليارات عديدة رأساً على عقب، كما تبين أن صندوق »رؤية« التابع لسوفت بنك قد شطب أصول بقيمة 1,5 مليار دولار ويفكر في خفض التقييم إلى ما يقرب من الصفر، وفقاً لمصادر مطلعة أشارت إلى أن الشطب حدث بالفعل في نهاية العام الماضي. وتتضمن محفظة »رؤية« العديد من الشركات التي تم تمويلها عن طريق آليات استثمارية، بما في ذلك سلسلة الفنادق الهندية »أويو« Oyo و»فير فايننشيال كورب« Fair Financial Corp.

وكانت أكبر الأحداث درامية في المانيا حينما أمرت هيئة الرقابة المالية الفيدرالية BaFin بإغلاق غرينسل بنك وطلبت من مسؤوليه إنفاذ قانون التحقيق في المخالفات المحاسبية، وقضت BaFin أشهراً تحقق في تعرض البنك للشركات المرتبطة برجل الصناعة البريطاني سانجيف غوبتا SANJEEV GUPTA، وقالت غرينسل إنها لطالما كانت شفافة مع المدققين والمشرعين بشأن نهجها في تصنيف الأصول. ولعب انكشاف غرينسل على شركات GUPTA دوراً رئيسياً في زيادة المخاطر التي تتعرض لها الشركة.

وكانت الأوراق المالية المرتبطة بـ GUPTA والتي رتبتها غرينسل من بين الاستثمارات التي تسببت في أزمة لشركة إدارة الأصول السويسرية GAM Holding في عام 2018 وأطاحت بنجم إدارة الاستثمار تيم هايوود. وظهرت القروض المرتبطة بشركة GUPTA أيضا بشكل بارز في تمويلات سلسلة التوريد التابعة لكريدي سويس، بالتعاون مع غرينسل.

وقالت GAM أيضاً إنها ستشرع في إغلاق صندوق »جي أيه إم غرينسل« بقيمة 842 مليون دولار لتمويل سلاسل الإمداد، وتعيد للمستثمرين أموالهم في سعيها لإنهاء تعاملاتها مع الشركة.

انشر تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *