اليس غريباً من رجال اعمال لبنانيين دعوة شركاءهم في الوطن للاسثمار في قبرص ؟!
ليس غريبا ان يدعو رجال اعمال لبنانيون شركاءهم في الوطن الى الاستثمار في قبرص الجارة؟
صحيح انهم فريق ضمن هيئة تحمل اسم رجال الاعمال اللبنانيين – القبارصة وهم عقدوا مؤتمرهم في قبرص واللياقات تقضي بأن يشكر المؤتمرون لقبرص رعايتها للمؤتمر واهتمامها باللبنانيين، الا ان الاصول تقضي ايضا بأن يوجه المؤتمر دعوة للمتمولين باستثمار اموالهم في الدولتين الصغيرتين والجارتين وليس في قبرص. خصوصا وان الدعوة جاءت خلال الايام الصعبة التي يواجهها لبنان على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
قبل اليوم انتقل مطورون عقاريون الى قبرص وقادوا حملة اعلانية ضخمة تحض اللبنانيين على شراء منزل او شقة في قبرص والحصول في المقابل على بطاقة اقامة تمكنهم من التنقل بين دول الاتحاد الاوروبي من دون فيزا.
ولم نكن لنلوم المطورين العقاريين اللبنانيين لو لم تتضمن ايحاء لابناء وطنهم بأن مستقبلهم ومستقبل اولادهم هو في قبرص وليس بلاد اجدادهم. وكأنهم يعودون بنا الى عصر المماليك حيث بلغ الاضطهاد ذروته واضطر لبنانيون كثيرون الى الهرب بحرا الى قبرص وما يزال احفاد اولئك الذين فرّوا بحرا يعيشون في قرى قبرصية ويعرفون بالقبارصة اللبنانيين. رجال الاعمال أحرار في توظيف اموالهم واستثمارها حيث يريدون، الا أننا نشعر بغصّة وبألم ونحن نقرأ دعوات الى اللبنانيين للإنتقال الى قبرص في الوقت الذي يتعين على كل لبناني ان يعمل من اجل مساعدة الدولة اللبنانية في سعيها الى اعادة 2 مليوني نازح سوري و500 الف لاجئ فلسطيني الى بلادهم بحيث تتاح للبنان فرصة اعادة بناء بنيته التحتية وحلّ الازمات التي شلت الحركة الاقتصادية فيه ورفعت منسوب البطالة واعداد اللبنانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر.
انشر تعليق