دبي
2 Jul, Tuesday
37°C

القطب الشمالي في طريقه لاكتساب صفة “ممر ملاحي”
هل يهدد قناة السويس على المدى البعيد؟!

يتجه الممر البحري الشمالي، لاكتساب صفة ممر ملاحي دولي، بعد أن قفزت حركة النقل العابر للبضائع عبره في عام 2021، بنسبة 59 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

والممر الواقع بالقطب الشمالي، هو أعلى نقطة على محور دوران كوكب الأرض، ويقع في المحيط المتجمد الشمالي. وتستقبل هذه المنطقة أقل ما يمكن من أشعة الشمس، لذا تعد ثاني أبرد منطقة في الكرة الأرضية تغطيها طبقة سميكة من الثلج على مدار العام.

غير ان التغير المناخي، من شأنه أن يمحي الجبال الثلجية ويعيد تعريف هذه المنطقة، التي شهدت ذوبان كميات كبيرة من الثلج، حتى ان المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قد أعلنت تسجيلها ارتفاع درجة الحرارة في منطقة فيرخويانسك (الأبرد في العالم)، الى زائد 38 درجة مئوية في صيف عام 2020. وهو رقم قياسي في القطب الشمالي.

ويعد التغير المناخي هنا، نقطة مضيئة بالنسبة للقائمين على تشغيل الممر الملاحي، الذين يستهدفون جذب الشركات الأجنبية والسفن العملاقة للمرور عبره، وهو ما يظهر جليا في البيانات الذي كشفها المجلس العام للممر البحري الشمالي، فقد عبرت 92 سفينة في عام 2021 منها 79 سفينة غير روسية.

وتعد »روساتوم« الروسية، الشركة المشغلة للبنية التحتية لطريق بحر الشمال، منذ عام 2018.

وأظهرت بيانات المجلس أن شحنات من المواد الخام بما في ذلك الأخشاب والفلزات المعدنية الخام المحتوية على نسب مرتفعة من الحديد، شكلت غالبية الحمولات المنقولة على متن السفن التجارية المتجهة شرقا عبر الممر البحري الشمالي. اما السفن المتجهة غربا فنقلت في الغالب بضائع عامة وبضائع منقولة باستخدام حاويات الشحن.

ووصل الوزن الاجمالي للبضائع المنقولة عبر الممر البحري الشمالي، الى مستوى قياسي، حيث بلغ33,5 مليون طن حتى 17 ديسمبر 2021، مقابل 33 مليون طن مسجلة في عام 2020. فيما يتوقع المجلس العام للممر، ان يفوق هذا المؤشر على أساس سنوي مستوى 34 مليون طن مسجلا زيادة نسبتها 353 في المئة مقارنة بما كان عليه في 2016.

وكان للغاز الطبيعي المسال والنفط النصيب الأكبر من إجمالي بضائع الترانزيت التي تم نقلها عبر الممر.

وفي إطار المشروع الروسي لـ »تطوير الممر البحري الشمالي«، وضعت أهداف ترمي لتعزيز أهميته. ويتمثل الهدف في رفع كثافة حركة النقل عبر طريق البحر الشمالي لتبلغ 80 مليون طن بحلول عام 2024، و110 ملايين طن بحلول عام 2030.

غير ان المهمة الرئيسية لـ »روساتوم« في إطار هذا المشروع، تتمثل في تحويل خط الشحن البحري الشمالي الى ممر ملاحة يعمل على مدار العام، ويلبي جميع المعايير الدولية سواء من حيث السلامة وجودة الخدمات المقدمة، وذلك على المدى البعيد.

وهذا ما تتميز به قناة السويس، الممر الأسرع في العالم بين أوروبا وآسيا، والذي يعد أبرز الممرات الملاحية الدولية في التجارة العالمية، والذي بدأ تطبيق تعرفة إيجار جديدة لقاطرات ميناء غرب بور سعيد تتراوح بين 300 الى 1800 دولار/الساعة، طبقاً لحمولات السفن الصافية.

وحققت قناة السويس رقماً قياسياً بالنسبة لعبور السفن في عام 2021، حيث شهدت مرور 19 ألف سفينة، وهو رقم غير مسبوق بزيادة بلغت 13,8 في المئة عن عام 2013.

كما شهدت القناة خلال العام عبور سفن محملة بـ1191 مليون طن، مقارنة بـ 931 مليون طن، خلال عام 2013 بنسبة زيادة بلغت نحو 28%.

وشهدت القناة تقليص زمن مدة انتظار السفن في القناة بفضل قناة السويس الجديدة، من 4 الى 3 ساعات خلال عام 2021، مقارنة بمدة انتظار من 8 الى 6 ساعات خلال عام 2013. تعطي هذه التطورات زخما وأهمية أكبر لقناة السويس، في اطار التحديات البحرية التي تظهر يوما بعد يوم، خاصة مع ترسيخ دور الممر الملاحي الشمالي الذي يقصّر الرحلة بين آسيا وأوروبا بنحو نصف الوقت الذي توفره قناة السويس. تعتبر القناة أسرع ممر بحري بين القارتين، وتوفر نحو 15 يوما في المتوسط من وقت الرحلة عبر طريق رأس الرجاء الصالح. ويعبر من خلالها نحو 10 في المئة من إجمالي حركة التجارة العالمية، وما يقارب من 25 في المئة من إجمالي حركة البضائع عالميا، و100 في المئة من إجمالي تجارة الحاويات المنقولة بحرا بين آسيا وأوروبا.

انشر تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *