آخر مساعدة أوروبية لليونان
وهل تكفي الـ 70 مليار يورو لانقاذها؟
المتابع للصحف الألمانية والفرنسية يلاحظ النقمة الحكومية والشعبية على حكام اليونان (الدولة الشريكة في منقطة اليورو) ويقرأ بين السطور شبه تهديد شعبي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وللرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنهما يتحملان مسؤولية انهاض اليونان على حساب الشعبين الألماني والفرنسي، فالمواطن الألماني يتساءل: ماذا تكسب ألمانيا من مساعدتها لليونان بنحو20 أو 25 مليار يورو من خزينة الشعب الألماني الذي يشكو من ضائقة اقتصادية نتيجة الأزمة المالية العالمية التي وصلت تداعياتها الى كل قطاعات الاقتصاد الألماني بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
والمواطن الفرنسي الذي يشكو الغلاء نتيجة تسعير اليورو بقيمة غير حقيقية، يطالب حكومته بالكف عن مساعدة الدول الأعضاء في منطقة اليورو لإبقاء اليورو قوياً، بينما تزداد البطالة ويزداد الغلاء في البلاد.
وفي لقاءات ساركوزي وميركل مع زعماء بلديهما يعدان بأن تكون مساعدة اليونان هذه المرة. آخر المساعدات لدول منطقة اليورو، وهما يتحملان مسؤولية ما يقدمان عليه إيماناً منهما بمصلحة الاتحاد بين الدول الأوروبية وبمصلحة عملتها الموحدة الصاعدة.
وإذا كانت ألمانيا الأقوى صناعياً في المنطقة وفرنسا الأقوى سياحياً وكلاهما تنزل عليهما أموال المستوردين والسياح بالمليارات سنوياً، إذا كانت الدولتان تنعمان بالخير، فإن بقية الدول الأوروبية تغرق بالديون وتغرق شعوبها بالحرمان والعوز، ولهذا يدعو الخبراء العقلاء في منطقة اليورو الى تخفيض قيمة اليورو لكي يتمكن من مضاربة الدولار بالنسبة الى التصدير، فالدولار حالياً ينافس اليورو في تصدير الانتاج الصناعي، وقد أدى تأثيره مثلاً على تصدير السيارات الى إغراق الأسواق كافة بالسيارات الأميركية، بينما ينحصر بيع السيارات الأوروبية ضمن الدول الأوروبية نفسها، مما يتسبب بأزمة تصريف وبالتالي بأزمة بطالة ضارة جداً.
انشر تعليق