تخفيض تصنيف ديون الولايات المتحدة
لا خلاف بين المستثمرين
وتحذير صيني باستعادة 1,2 تريليون دولار
ماذا قالوا في دول أوروبية وعربية متقدمة؟
للمرة الأولى منذ العام 1917 خفضت وكالة التصنيف الدولية ستاندرد أند بورز تصنيف الاقتصاد الأميركي الأكبر في العالم من مرتبة AAA الى مرتبة AA+ ، وذلك لشعور المؤسسة المصنفة بأن العجز المالي في الولايات المتحدة وصل الى درجة مهترئة يصعب الخروج منها بسهولة، كما تصعب العودة الى الاستقرار في آليات الدين الحكومية قبل عدة سنوات.
ولم تخفِ الوكالة تخوفها من استمرار العجز الأميركي وعدم امكانية معالجته على يد الطقم الحاكم حالياً، اذ قالت في بيان تخفيض التصنيف الخطير »في رأينا ان خطة التعزيز المالي التي وافق عليها الكونغرس لا تصل الى مستوى ما هو ضروري لتحقيق الاستقرار في آليات الدين الحكومية على المدى المتوسط«. وأضافت: »ان مستقبل التصنيف الإئتماني الجديد للولايات المتحدة »سلبي« على خلفية مخاطر سياسية في إشارة الى احتمال حدوث خفض آخر قريباً!
الأسواق كانت تنتظر المأساة
وسوف يصدق القارئ ان الأسواق المالية لزمت الصمت ولم تبدِ هياجاً على أمر كهذا يسيء الى أكبر دولة في العالم، والى أكبر المستثمرين تعاملاً مع الأسواق الأميركية، رغم الخسائر التي سجلتها عشية تخفيض التصنيف، فهؤلاء المستثمرون كانوا ينتظرون تخفيض التصنيف ولذلك كانت الاضطرابات في ما بينهم محدودة اذ كانت الأسواق أساساً لا تتوقع تحسناً إنما كانوا ينتظرون رفع معدلات الفائدة لإغرائهم. ورغم عدم حدوث ما انتظروه فإن ايمانهم بقوة السندات الأميركية بقي على حاله حيث يعتبرونها أكثر أماناً، خصوصاً اذا نظروا الى ما يحدث في بلدان أوروبية وآسيوية عديدة.
أخطاء في التدقيق والمحاسبة
خبراء البيت الأبيض الذين كانوا يعرفون أين وصل العجز في بلدهم، أبوا الإعتراف بأرقام ستاندرد أند بورز فاعتبروها مغلوطة. كما ان الخزانة الأميركية اعتبرت ان الوكالة أخطأت في حساباتها بما يعادل ألفي مليار دولار، إلا ان الوكالات لم ترد على الوزارة التي تتحمل بدورها مسؤولية تنامي العجز نتيجة السياسة المتبعة تجاه دول كثيرة.
العالم في ذهول والصين تحذر
واذ وقف العالم مشدوهاً مما رأى وسمع واطلع عليه عبر وسائل الإعلام كافة، كانت الصين الدائنة الرئيسية للولايات المتحدة، توافق بدون تردد على تصنيف الوكالة، فهي نفسها خفضت تصنيف ديون أميركا.
وقالت وكالة الصين الجديدة للأنباء »شينخوا« ان كل ما تعلنه ستاندرد أند بورز هو تأكيد »حقيقة فظيعة«، فالصين تملك 1,2 تريليون دولار قيمة سندات خزينة أميركية وصار لديها كل الحق لمطالبة الولايات المتحدة الأميركية بالتصدي لمشكلة دينها.
تحذير
وأشارت »شينخوا« الى ان الأيام التي كان يمكن »للعم سام« المثقل بالديون ان يبدد فيها كميات غير محدودة من القروض من الخارج، تبدو معدودة. وحذرت من أنه إذا لم تجرِ واشنطن اقتطاعات كبيرة في »نفقاتها العسكرية الضخمة« وكذلك في الكلفة الهائلة للمساعدة الاجتماعية، فإن خفض تصنيف ستاندرد أند بورز لن يكون سوى مقدمة لخفوضات أخرى مدمرة للعلامة الأميركية.
اليابان
وليس لليابان التي تحاول حالياً وقف أي ارتفاع في سعر عملتها في مقابل الدولار، أي مصلحة لبيع موجوداتها بالدولار بما ان ذلك سيعزز الين.
فرنسا
وفــــــي المقابــــــل، صرح وزير المال الفرنسي فرنسوا بروان بأن فرنسا لديها ثقة تامة بمتانة الاقتصاد الأميركـــي وأسســــــه. إلا انـه أضاف ان وزراء المال لمجموعة السبع على اتصال دائم لمراقبة وضع الأسواق ومناقشة التحركات الضرورية.
بريطانيا
واعتبر وزير التجارة البريطاني فينس كايبل ان خفض التصنيف كان متوقعاً تماماً للفوضى التــــــي أثــــــارهــــــــــــا الكونغــــــرس قبــــــل بضعــــــة اسابيـــع.. لقــــــد اتفقــــــوا الآن حــــــول المسألــــــــــــة ووضــــــع الولايات المتحدة متين جداً.
ألمانيا
واكتفى ناطق باسم الحكومة الألمانية بالقول »لا تعليق« على المسألة.
أوستراليا
ودعــــــت رئيسة الوزراء الأوسترالية جوليـــــا غيــــلارد الأســــــــــــواق الــــــــــــى الهــــــدوء، خصوصاً ان المــــــؤسستيــــــن الأخرييــــــن موديــــــز وفيتش مــــــا زالتــــــا تصنفان الإقتصاد الأميركي بدرجة AAA.
الهند
واعتبــــــر وزيـــــــــر المــــــــــــال الهنــــــــــــدي براناب موخرجي ان الوضع خطير وتحليـــــل انعكاسات هــــــــــــذه الخطــــــــــــوة سيستغــــــرق بعض الوقت.
كوريا
وفي كوريا الجنوبية عقد مسؤولون كبار اجتماعــــــاً طــــــارئــــــاً لتحليل نتائج خفض التصنيـــــــــف. ورأى نائــــــب وزيــــــر المال كيم جونغ – يونغ انــــــه »علينا ألا نقلق كثيراً على اقتصادنا وأسواق المال«.
السعودية
وفي الرياض، وفي ظل موجة بيع عنيفة على خلفية قرار ستاندرد أند بورز، أنهى المؤشر تعاملاته منخفضاً 5,5 في المئة الى 6073,4 نقطة. وخسر قطاع البتروكيماويات 6,7 في المئة. في حين أغلق مؤشر قطاع المصارف منخفضاً 4,7 في المئة.
الإمارات وسلطنة عمان
قالت مصادر رسمية ان الإمارات العربية المتحدة ستبقي على ربط عملتها بالدولار الأميركي رغم خفض وكالة ستاندرد أند بورز التصنيف الإئتماني لأكبر اقتصاد في العالم، بينما لا ترى سلطنة عمان أي مخاطرة في الإستثمار في أذون الخزانة الأميركية.
وقــــــال محمد التميمي، نــــــائب المــــــديــــــر التنفيــــــذي للمركــــــزي الإماراتــــــي، »نحــــــن مرتبطون بالدولار وسنبقي على ذلك. لا نتوقع انهيار الدولار لأن المشكلة ليست في الولايات المتحدة وحدها وإنما في الأسواق الأوروبية أيضاً «.
انشر تعليق