الملياردير جورج سوروس والمستشارة انجيلا ميركل هما المسببان الرئيسيان للهبوط الكارثي لاسعار الذهب
ماذا قال المحللون العالميون عن الاسباب الفعلية؟
في مطلع شهر نيسان (ابريل) الماضي وخلال مناقشات بين كبار مقتني المعدن الاصفر وباقي المعادن حول الازمة المالية التي تعاني منها بعض دول منطقة اليورو، وقف الملياردير الاميركي جورج سوروس بين المجتمعين ليقول »انا بت على قناعة بأن الذهب لم يعد ملاذا آمنا« وفهم من كلامه هذا انه سيقدم على بيع ما يملكه من الذهب او انه اقدم على بيع كميات من الذهب لحساب مصارف مركزية بأسعار متدنية… وهي قابلة للتدني اكثر فأكثر آخذا في الحسبان الازمات التي تشكو منها اليونان وقبرص والبرتغال واسبانيا، ومتوقعا ان تقدم على بيع بعض احتياطاتها الذهبية لجمع ما يتوجب عليها من استحقاقات والتزامات، اذ ان ما قررته لها الدول القائدة في منطقة اليورو لا يكفي لمنع تعثرها بل افلاس بعضها.
وثبت ان توقعات سوروس في محلها عندما دعت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل قبرص لبيع ما لديها من الاحتياطي الذهبي (12 طنا) لتتمكن من جمع ما تحتاج اليه من اموال اضافة الى ما تقرر تقديمه لها من الاتحاد الاوروبي لتحصّن نفسها جيدا ضد الافلاس.
تصريح ميركل كان احد مسببي هبوط اسعار الذهب حيث تسابقت مصارف مركزية عديدة الى عرض اطنان من الذهب قبل ان تهبط اسعاره بشكل كارثي.
نعود الى ما تناقلته وسائل الاعلام العالمية حول هبوط اسعار الذهب لتكتمل لدينا الصورة عن السبب الحقيقي لهبوط الاسعار، وعن واقع الذهب بعد الهبوط المدوي لاسعاره خلال مدة لم تتجاوز الاسبوع الواحد على تصريح سوروس ودعوة ميركل قبرص لبيع ذهبها.
في 11 ايلول 2011 سجل سعر الذهب ارتفاعا كبيرا اذ بلغ سعر الاونصة 1920 دولارا فسجلت المصارف المركزية في العالم ارباحا زادت على 600 مليار دولار وفي شهر نيسان (ابريل) 2013 وإثر هبوط اسعار الذهب تكبدت المصارف المركزية نحو 560 مليار دولار وفقا لدراسة اجرتها EBFR غلوبال، وقالت ان البنوك المركزية هي الخاسر الاكبر لأنها تمتلك 31694,8 طنا متريا او 19 بالمئة من اجمالي الذهب المستخرج من المناجم وفقا لمجلس الذهب العالمي – راجع الجدول –
وبعد المصارف جاءت خسائر الافراد كبيرة وكارثية حيث تعرض الملياردير جون بولسون وهو اشهر مديري صناديق التحوط الى خسارة وفقا لـ (بلومبرغ) بلغت 1,5 مليار دولار، وكان بولسون بعد خسائره في ازمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة قد قرر الانتقال الى الاستثمار في المعدن الثمين فخصص 9,5 مليارات دولار لاستثمارها في صناديق التحوط التابعة له. وكان قد اشترى الذهب عندما كان سعر الاونصة يتراوح حول 950 دولارا للاونصة.
ماذا قال المحللون العالميون؟
رئيس قسم المعادن الثمينة ماركس سبكترون للوساطة ديفيد جوفت قال: اقول بصدق اني لا اتذكر حركة مثل هذه منذ زمن طويل للغاية. واضاف: ان الذهب لم يكتف بخسائره بل جر معه معادن ثمينة اخرى ومجموعة من السلع مما زاد من حدة صدمة مستثمري الاجل الطويل.
المحلل الستراتيجي في بنك باركليز قال: »ان البحث عن العامل المساعد الوحيد الذي تسبب في سقوط الذهب ربما لا يكون هو النهج السليم«.
الاسباب
الخبير العالمي المعروف جيم روجرز عدد الاسباب التي ادت الى هبوط سعر الذهب في تصريح نشره الموقع الالكتروني الاميركي »بيزنس انسايدر« فقال:
ما يحدث في السوق حاليا هو تصحيح ضروري وهو ما يعني ان الاونصة سوف تتراجع بين 1200 و1300 دولار.
اما الاسباب الفعلية كما يقول روجرز فهي:
1- ان المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عبرت عن غضب الشعب الالماني من استمرار تقديم المساعدات للغير، فطالبت قبرص ببيع ما لديها من ذهب.
2- المشكلة لم تقف عند قبرص اذ ان كل الاقتصادات تعاني من مشكلات وتفشل في الحصول على مساعدات وهي لم تجد امامها سوى التخلص من الذهب لدى بنوكها المركزية وهذا ما جعل الفجوة واسعة بين سوقي العرض والطلب.
وذكر المحللون ان مصر وحدها خسرت من اجمالي ما تملك من احتياطي ذهبي (3,2 مليارات جنيه) نحو مليار دولار.
انشر تعليق