دبي
16 Jul, Tuesday
42°C

اعلان اينشتاين هل تذكرونه؟

هل تذكرون اعلان اينشتاين؟ ذلك الاعلان الذي دأبت محطات تلفزيونية على بثه على امتداد حوالى سنة والذي يسأل فيه EINSTEIN كيف لبلد عليه ديون 60 مليار دولار اميركي وخزينته لا تجمع ما يكفي لسداد فائدتها (تسمى في لبنان خدمة الدين) ان يستمر؟

الاعلان أُعِدَّ وجرى بثه على نفقة مجهولين لمدة سنة بتكلفة تجاوزت 50 مليون دولار. وتبين ان السبب الكامن وراءه هو ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري طرح الغاء الوكالات الحصرية في لبنان، عملا بالقواعد المتبعة في الدول التي تعتمد اقتصاد السوق اي المنافسة، وقد أرفقه بمقالات مؤيدة لمشروعه في جريدة المستقبل في حينه كتبها الوزير السابق الفضل شلق. الا ان الوكلاء الحصريين جيّشوا فريقا كبيرا من الاعلاميين لشن هجوم مقابل، كما طوعوا محامين كبارا للتهديد بمقاضاة الدولة ومطالبتها بتعويضات بمليارات الدولارات في حال صدر القانون وأُهدِرَت حقوقهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.

وكان لإعلان اينشتاين وقع كبير على نهج الحريري وإمعان الخزينة بإصدار سندات دين جديدة. وفجأة توقف بث الاعلان ولم يكشف عن وجوه الذين دفعوا ثمن إخراجه وفاتورة بثه على الشاشات.

ومع وقف بث الاعلان، توقف الحديث عن مشروع قانون إلغاء الوكالات الحصرية، ما يعني ان اتفاقا غير معلن عقد وقضى بوقف بث الاعلان مقابل وقف مشروع قانون الغاء الحصرية.

لماذا نعود بالحديث عن اعلان اينشتاين؟ لسبب وحيد وهو اصرار الوكلاء الحصريين على ان يتولى مصرف لبنان فتح اعتماداتهم بالسعر المثبت بالدولار اي 1515 ليرة لبنانية وكأنهم عاجزون عن فتح الاعتمادات بأموالهم الخاصة.

في سائر انحاء العالم، يتحمّل المستورد مخاطر حصول تطورات تدني قيمة العملة وهذا جزء من العناصر التي تبرر احتفاظهم بهامش ارباح يتعدى احيانا كثيرة 100 بالمئة وهم على امتداد العقود، حققوا ثروات هائلة، فكيف يجوز لهم ان يحمّلوا مصرف لبنان مسؤولية تمويل استيراداتهم بالسعر الرسمي؟

هل انه الجشع فقط الذي يدفعهم الى اتباع هذا الأسلوب في التعامل مع الدولة أم انهم منخرطون في محاولة ذات أهداف سياسية؟

 

 

انشر تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *