دبي
2 Jul, Tuesday
36°C

أي سائح جاء الى لبنان خلال الأشهر الماضية .. هل يكرّرها؟!

رحلة اي سائح يقصد الربوع اللبنانية تبدأ لا محالة باشمئزازه وسخطه بعد شراء بطاقة سفره الاغلى في العالم، وتكمّل عند وصوله الى مطار بيروت بتسلل العجب والحيرة الى نفسه بعد انتظار طويل لختم جواز سفره وتسلم حقائبه حتى وان كان المطار شبه خال من وصول إلا طائرة واحدة.

ولدى خروجه ينطلق في تجربة لم يعشها ولم يشهدها في بلاد الله الواسعة،  فشبيّحة تاكسي المطار أو شبيّحة الضريبة المفروضة على كل سيارة او تاكسي (6500 ل.ل.) بانتظاره لدى توجهه الى الموقف الخاص وجر حقائبه هرولة تحت أشعة الشمس أو المطر مئات الامتار والجائزة استنشاق روائح النفايات واستذكار للبنان درّة الشرق، والترحم على لونه الاخضر وقد اصطبغ بكل آفة بيئية وموبقة أخلاقية، وفي تجواله وإن كان من رواد بلدنا العزيز وضيوفه سيواجه جشع التجار وأصحاب المطاعم ينهشونه بأنياب قرش او مصاص دماء تعويضا عما فاتهم أيام الازمات، وعند المعالم الاثرية وصفحات التاريخ لن يدرك تغيرها وتبدلها وتحوّلها شبة مكبات تروي عصرا خارج الزمن.

اما في طريق العودة فسيتعرض السائح لـ »شرشحة« من نوع آخر أشد مضاضة واحتقارا يتخللها انتظار أمام منافذ الأمن العام والجمارك ساعات وساعات برقابتها البدائية او الاكتواء بأسعار مطاعم المطار الجهنمية، هذا اذا لم يفّوت الرحلة في حال علق في زحمة السير.

واقع مرير لعله تجربة محببة ومشوّقة لمحبي المغامرات في ربوعنا، ان فكروا بحزم امرهم والتوجه الى ما كان فخر البلدان وزينتها والجوهرة التي حقّرها من تولوا رعايتها وحفظها.

انشر تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *