ألبان وأجبان ملوثة كما منذ ثلاثين عاماً والوزارات المعنية تعلّق التداول ببعض الأصناف
التاريخ يستحضر نفسه
منذ ثلاثين عاماً وبعدما وردت الى مكاتب »البيان الإقتصادية« معلومات عن وجود أصناف عدة من الأجبان والألبان ملوثة جرثومياً، أخذنا بعضاً من عينات الأجبان والألبان من أحد السوبرماركات وأرسلناها الى مختبر مؤسسة الأبحاث العلمية والزراعية – الفنار حيث أجرينا الفحوصات اللازمة عليها.
أفضت النتيجة الى وجود كميات من الجراثيم تزيد مئات المرات عن المعدل الوسطي مما يؤكد خطر هذه المواد على صحة المستهلكين.
فكان ان نشرنا هذه المعلومات في عدد البيان في شهر آذار 1989 ولم نذكر يومها أسماء هذه المصانع تفادياً للتشهير بها بل كان الهدف لفت نظر المسؤولين الى ان الرقابة الصحية مفقودة على هذا النوع من الأغذية.
تحركت الأجهزة الرسمية يومها وقامت بفحوصات رسمية وتأكد لها صحة معلوماتنا. ونتيجة لهذه الفحوصات قامت الأجهزة المختصة بمراقبة هذه المصانع والتشدّد بتطبيق قوانين سلامة الغذاء.
وللاسف بعد ثلاثين عاماً لفت نظرنا في الجريدة الرسمية العدد 42 تاريخ 5 أيلول 2019 قرارات عدة صادرة عن وزير الإقتصاد والتجارة منصور بطيش موضوعها تعليق التداول بعدة أصناف من الألبان والأجبان، حيث قامت الوزارة بتحاليل مخبرية فجاءت النتيجة عدم مطابقة هذه الأصناف للمواصفات القياسية اللبنانية ومنها تخطى الحدود الجرثومية في بعضها وتخطت أصناف أخرى نسبة الخمائر والأعفان الحد المسموح به، كما تبين أيضاً وجود مادة النشا في أصناف أخرى.
ومنعاً للتشهير لم ننشر هذه الأسماء حيث يمكن للقارئ الإطلاع على هذه القرارات في عدد الجريدة الرسمية رقم 42 تاريخ 5 ايلول 2019.
وعلمت »البيان الإقتصادية« ان الوزارة ستتابع دورياً فحص هذه الأصناف وغيرها من المواد الغذائية حفاظاً على صحة المواطنين. فعسى ان يعود أصحاب هذه المصانع الى ضمائرهم ويتوقفوا عن ممارسة الغش حفاظاً على هذا القطاع وتداركاً لتلطيخ سمعة عدد كبير من المصانع المعروفة بإنتاجها الجيد المشهود له.
سيمون شحادة
انشر تعليق