دبي
16 Jul, Tuesday
42°C

عذراً سمو الشيخ خليفة بن زايد

ليست مصادفة ان تُضبط سيدة لبنانية في دولة الإمارات متلبسة بوجوم وسوداوية ليكون عقابها 500 درهم من إحدى دوريات »السعادة المرورية«، وليس غريباً ان تقبض هذه الدوريات على لبنانيين لبسوا الحزن والكآبة على تشرّدهم في مشارق الدنيا ومغاربها، تحرقهم جمرة الغربة ونار الفرقة وحنين الشوق لبلد لا يفارق المخيلة وشغاف القلب.

عذراً سمو الشيخ خليفة بن زايد فلن تجدوا لبنانياً مبتسماً، لا طمعاً بأموال السعادة إنما تطبّعاً بسنين من الألم والقهر والعذاب مارسها حكامنا وتلقفناها بكل طيبة خاطر، وأمعنوا فينا نهباً وسرقة ولم نحرك ساكناً، وحولوا المؤسسات والإدارات مزارع ومرافق الدولة مراتع لأزلامهم ومحاسيبهم.

عذراً سمو الشيخ خليفة بن زايد على تكبدّكم أموالاً طائلة على سعادة ظرفية تزول بمجرد تمرير اللبناني شريط ذكرياته وتجربته مع مسؤولين تعروا من أي ذرة أخلاق فباتوا جلادين شياطين بأثواب حملان يغطون بها طمعهم وجشعهم وفقدهم لأي حس وطني.

عذراً سمو الشيخ خليفة نخجل نحن اللبنانيين ان نطلب لفتة كريمة منكم لحاجتنا الماسة اليها ترعوننا بسياسة حكيمة منزهة ورؤية شاملة تنهضنا من هوتنا السحيقة وتنتشلنا من تخبّط غياب الضمير والأخلاق لدى مسؤولينا.

عذراً سمو الشيخ خليفة، حقيقة يجاهر بها اللبنانيون إن طالبوكم بنشر سعادة افتقدوها في وطنهم ووجدوها في حنايا بلادكم المضيافة الحاضنة للإنسانية.

بشارة أبي راشد

 

 

انشر تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *