دبي
13 Dec, Friday
24°C

كيف يمكن قياس التضخم على أفضل وجه؟

منذ الأيام الأولى لوباء COVID-19، تصدرت إتجاهات التضخم INFLATION عناوين الأخبار في جميع أنحاء العالم. بدءاً من الوباء، بحلول أبريل 2020، صدرت أوامر لأكثر من 3,9 مليار شخص في 90 دولة بالبقاء في منازلهم من قبل حكوماتهم. وأدت عمليات الإغلاق هذه إلى بدء الموجة الأولى من الزيادات في الأسعار حيث توقفت عمليات التصنيع والشحن، ما أدى إلى تراجع سلاسل التوريد العالمية.

ومنذ 24 فبراير من هذا العام ، كنتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا، تراجعت قيود الإمداد من غذاء ووقود، ما أدى إلى تسريع وتيرة التضخم. إذن، كيف سيؤثر التضخم على قطاع التأمين والإعادة، وكيف يمكن قياس التضخم على أفضل وجه؟

في العديد من الإقتصادات، يعتبر مقياس التضخم الأكثر شيوعاً هو مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الذي يحدد التغير في السعر عبر سلة نموذجية من السلع الإستهلاكية.

ومع ذلك، يؤثر التضخم أيضاً على العمل، والسؤال الذي تطرحه صناعة التأمين والإعادة حالياً هو كيف سيؤثر إرتفاع الأسعار على الميزانيات العمومية؟ فمطالبـــــات التأمين علـــــى الممتلكـــــات PROPERTY INSURANCE CLAIMS تدل على تكلفة إصلاح أو إستبدال الأصول في حالة حدوث حادث: إذا زادت تكاليف البناء، تزداد كذلك المسؤوليات المحتملة لشركات التأمين على الممتلكات. وفي هذا السياق، هل أسعار المستهلك هي حقاً المعيار المناسب لشركات التأمين؟

وبالنظر بشكل أعمق إلى مكونات محددة لمؤشر أسعار المستهلك، من الواضح أنه ليست كل السلع، خصوصاً تلك ذات معدلات النمو المرتفعة أو المنخفضة للغاية، ذات صلة بشركات التأمين على الممتلكات.

ولذلك، نحتاج إلى البحث عن مؤشر أكثر ملاءمة يركز على السلع المباعة من قبل قطاع معين، مثل مؤشر أسعار المنتجين التابع لمكتب إحصاءات العمل بالولايات المتحدة (PPI) الخاصة بالبناء السكني.

ومنذ عام 2020، يُظهر هذا المؤشر أن تكاليف البناء السكني كانت ترتفع بوتيرة أسرع من التضخم الإستهلاكي العام. ومع ذلك، فإن هذا المؤشر أكثر تقلباً إلى حد كبير من مؤشر أسعار المستهلك العام. وهناك فترات من الإنكماش متقطعة ملحوظة في أبريل ويونيو 2020، ومن أكتوبر إلى ديسمبر 2020، ومن يوليو إلى سبتمبر 2021، بسبب التقلبات في الطلب الموسمي، وعمليات الإغلاق الناجمة عن فيروس »كورونا«، بالإضافة إلى المحفزات الإقتصادية الأخرى.

وفي السوق حالياً، ترتفع أسعار البناء بالفعل، ولكن مدى دوام هذا التضخم أو إستمراره على المدى الطويل لم يتضح بعد.

فما هي الإستنتاجات التي يمكننا إستخلاصها من كل هذا؟ الخلاصة هي أنه كلما كان مؤشر الأسعار أكثر تحديداً، زاد الإرتباط الداخلي بالأسعار بين سلة السلع. وعندما تتحرك أسعار السلع في مؤشر ما في إنسجام تام، يزداد تقلب هذا المؤشر.

وبالنسبة إلى شركات التأمين التي تحدد تأثير إتجاهات التضخم على دفتر أعمالها، من المهم تتبع مؤشر بمستوى مناسب من الخصوصية، مثل مؤشر تكلفة البناء PPI، وفهم ليس فقط الإتجاهات طويلة الأجل ولكن آثار التقلبات قصيرة الأجل كذلك.

وبينما يبدو أن التضخم الإستهلاكي ومؤشر أسعار المستهلك يسيران على مسار تصاعدي عالمي بلا هوادة، تظهر المؤشرات الأكثر صلة بشركات التأمين على الممتلكات صورة أكثر تعقيداً.

انشر تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *